وزير الاتصالات: الأمن السيبراني حجر الأساس في عصر التحول الرقمي المتسارع

كتب : طارق عتمان

الهجمات السيبرانية تتفاقم مع تسارع الابتكارات التكنولوجية

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن العالم يشهد تحولًا سريعًا نحو المجتمعات الرقمية، وهو ما يفرض على الدول، ومنها مصر، ضرورة السير بخطى ثابتة في هذا الاتجاه.

وأوضح أن الاعتماد على التكنولوجيا لم يعد خيارًا بل بات أمرًا لا غنى عنه، مشيرًا إلى أن الدول التي تتقاعس عن مجاراة هذا التحول، ستتخلف عن ركب التقدم الإنساني بأكمله.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة السابعة من قمة FDC، حيث أشار الوزير إلى أن الابتكارات التكنولوجية الحديثة، مثل الحوسبة الكمية وتقنيات البلوك تشين، رغم ما تحمله من مزايا هائلة، تُرافقها في ذات الوقت تحديات أمنية جسيمة، وعلى رأسها الهجمات السيبرانية التي باتت أكثر تعقيدًا وانتشارًا.

ودعا الوزير إلى ضرورة دراسة هذه التقنيات بشكل معمق، لفهم أبعادها وتأثيراتها المحتملة على مختلف المؤسسات، سواء الحكومية أو الخاصة.

ونوّه الدكتور طلعت إلى أن التهديدات السيبرانية لم تعد مقتصرة على حدود دولة بعينها، بل أصبحت عابرة للحدود، وهو ما يتطلب تضافر الجهود على المستويين الإقليمي والدولي.

وشدد على أن حماية مجتمع رقمي داخل دولة واحدة لم يعد كافيًا، مؤكدًا أن التعاون والتكامل بين الدول، خصوصًا في منطقتي العالم العربي وإفريقيا، أصبح أمرًا لا مفر منه في مواجهة هذه المخاطر المتصاعدة.

وأوضح الوزير أن دول المنطقة تشترك في تحمل تبعات الهجمات السيبرانية، لافتًا إلى أن المؤسسات المالية مثل البنك المركزي تواجه محاولات اختراق متكررة على مدار الساعة، ومع ذلك يتم التصدي لها بفعالية.

وأشار إلى أنه لم يعد هناك أي نظام معلوماتي محصن تمامًا من الاختراق، فمع تطور أساليب الهجوم، أصبح العالم الرقمي برمته في دائرة الخطر، ما يستوجب المزيد من اليقظة والتطوير المستمر.

وأكد أن وزارة الاتصالات تعمل بشكل دائم على تنمية الكوادر البشرية المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، مع تركيز خاص على مجالات الأمن السيبراني ، كما وبيّن أن امتلاك قدرات بشرية مؤهلة هو خط الدفاع الأول ضد الهجمات الإلكترونية التي تقف خلفها أحيانًا تشكيلات إجرامية منظمة.

وشدد الوزير على ضرورة أن تتواصل الجهود الرامية إلى تطوير منظومات الحماية، وتحقيق مستويات أعلى من التأمين الإلكتروني، موضحًا أن الأمن السيبراني لم يعد مسؤولية جهة واحدة، بل أصبح التزامًا جماعيًا يشمل المؤسسات كافة.

ويري طلعت أن هذا المجال لا يُعد عبئًا بل فرصة حقيقية للتقدم التكنولوجي، إذا ما أُحسن التعامل معه ووُجهت له الاستثمارات والدعم المناسب.

واكد الدكتور طلعت على أن مستقبل التحول الرقمي مرهون بقدرتنا على حماية مكتسباته، من خلال بناء منظومات سيبرانية قوية ومرنة، تستطيع الصمود أمام التحديات المتزايدة، وتتيح في الوقت ذاته فرصًا واسعة للنمو والابتكار.