الرئيسيةاخبارد. وليد جاب الله: تداعيات اشتعال المواجهة بين إيران وإسرائيل تهدد استقرار الأسواق والطاقة العالمية
اخباراسواق

د. وليد جاب الله: تداعيات اشتعال المواجهة بين إيران وإسرائيل تهدد استقرار الأسواق والطاقة العالمية

تداعيات اشتعال المواجهة بين إيران وإسرائيل

قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادي وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، إن اليوم الأول من التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل كانت له تأثيرات سريعة وملموسة على الأسواق العالمية، خاصة في قطاعات الطاقة والمعادن وسلاسل الإمداد.

النفط في مرمى التوترات

وأوضح جاب الله أن أسعار النفط شهدت ارتفاعًا حادًا عقب اندلاع العمليات، حيث قفزت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 7% لتصل إلى نحو 75 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع لاحقًا إلى 73 دولارًا. ولفت إلى أن الاتجاه المستقبلي لأسعار النفط سيعتمد على مدى اتساع رقعة المواجهة خلال الأيام المقبلة.

وأشار إلى أن الإمدادات الإيرانية من النفط تبلغ قرابة 3 ملايين برميل يوميًا، وحتى في حال توقفها، فإن دول “أوبك بلس”، وعلى رأسها السعودية، تمتلك القدرة على تعويض هذا النقص، موضحًا أن المملكة لديها طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا.

إلا أن الخطر الأكبر – بحسب جاب الله – يكمن في احتمال تعطل الملاحة في مضيق هرمز أو مضيق باب المندب، سواء بفعل المواجهة المباشرة أو هجمات غير مباشرة من وكلاء إقليميين مثل الحوثيين، مما قد يؤدي إلى قفزات غير مسبوقة في أسعار النفط والطاقة عالميًا.

الذهب والمعادن تقفز بحثًا عن الأمان

وأضاف جاب الله أن الذهب، باعتباره الملاذ الآمن التقليدي، سجل ارتفاعات ملموسة فور بدء العمليات، حيث زادت أسعاره العالمية بنسبة تقارب 1%، بينما ارتفعت العقود الآجلة في السوق الأمريكية بنحو 1.2%. كما سجلت معادن أخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعات متباينة، مرشحة للزيادة في حال استمر التصعيد.

اضطراب في سلاسل الإمداد وارتفاع تكلفة التمويل

وتابع جاب الله بأن هذه التوترات من شأنها رفع تكاليف الشحن والتأمين، ما سيؤثر على أسعار السلع ومستلزمات الإنتاج عالميًا. كما أشار إلى أن المخاوف الجيوسياسية تدفع المستثمرين إلى الابتعاد عن القطاعات الإنتاجية والتوجه إلى أدوات مالية أكثر أمانًا، ما يرفع تكاليف التمويل ويقلل من فرص النمو في الأسواق الناشئة.

التأثيرات المتوقعة على الاقتصاد المصري

أما على الصعيد المحلي، فأوضح جاب الله أن مصر تواجه تحديات إضافية في ظل هذه التوترات، حيث إن موازنتها العامة تعتمد على سعر بترول عند 75 دولارًا للبرميل، وأي ارتفاع يتجاوز ذلك يشكل عبئًا ماليًا إضافيًا. كما أن انقطاع إمدادات الغاز من الشرق قد يدفع مصر إلى تكثيف جهودها لتأمين احتياجاتها من الأسواق العالمية، وهو ما بدأت به مؤخرًا من خلال التعاقد على شحنات من قطر، واستئجار وحدة إعادة تغييز ثالثة.

وأشار أيضًا إلى أن اضطراب سلاسل التوريد قد يرفع تكاليف الإنتاج المحلي، ما ينعكس على أسعار السلع بالسوق. كما أن استمرار التوتر في البحر الأحمر يُضعف إيرادات قناة السويس، ويهدد خطط الدولة لزيادة عائدات السياحة، لا سيما مع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير.

واختتم جاب الله بالتأكيد على أن لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي قد تؤجل أي خفض لأسعار الفائدة في الفترة المقبلة، نظرًا لحالة عدم اليقين القائمة، مرجحًا أن يتم تثبيت الفائدة لحين اتضاح الرؤية.

يقدم موقع تمويل تغطية شاملة ومحدثة على مدار الساعة لأهم الأخبار الاقتصادية، مع متابعة دقيقة لقطاع البنوك، وتحليل شامل لحركة البورصة والأسواق المحلية والعالمية، بالإضافة إلى تقارير متخصصة حول التأمين والأسواق العربية والعالمية.

كما نسلط الضوء على أحدث تطورات البترول والطاقة وتأثيرها على الأسواق، إلى جانب متابعة دقيقة لقطاعات السياحة والطيران، الاتصالات والتكنولوجيا، وصناع مصر.
نهتم أيضًا بأسواق السيارات، وقطاع العقارات، بالإضافة إلى رصد المستجدات في الزراعة. ولعشاق التنوع، نقدم محتوى متجددًا في قسم منوعات. تابع موقع تمويل للبقاء على اطلاع دائم بأحدث أخبار الاقتصاد والمال والأعمال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *