57 ألف قطعة أثرية… افتتاح المتحف المصري الكبير.. صرح حضاري يروي عبقرية المصري القديم

يأخذ المتحف زائريه في رحلة مدهشة عبر الزمن، تبدأ من أقدم العصور الفرعونية، مرورًا بعصور الدولة القديمة والوسطى والحديثة، وصولًا إلى العصرين اليوناني والروماني. وتروي كل قطعة أثرية فيه فصلًا من فصول التاريخ المصري، سواء من خلال تماثيل الملوك والملكات، أو المومياوات الملكية، أو مقتنيات الحياة اليومية التي تكشف تفاصيل دقيقة عن فكر المصري القديم وفنه وعلومه.

ومن أبرز ما يميز المتحف المصري الكبير تخصيص قاعة فريدة لعرض كنوز الملك توت عنخ آمون كاملة لأول مرة في مكان واحد، بما يشمل أكثر من خمسة آلاف قطعة من مقتنياته الذهبية والنفيسة. كما يتميز المتحف بتصميمه المعماري المهيب الذي يمزج بين الطابع الفرعوني والروح المعاصرة، حيث تعكس واجهته الزجاجية الضخمة الأهرامات الثلاثة في خلفية بانورامية ساحرة، لتجعل الزائر يعيش تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والفن والتكنولوجيا الحديثة.

مركز عالمي للبحث والترميم والتعليم الأثري

ولا يقتصر دور المتحف على العرض فقط، بل يعد مركزًا عالميًا للبحث والترميم والتعليم الأثري، إذ يضم معامل متطورة لحفظ وصيانة الآثار وفق أعلى المعايير الدولية، إلى جانب قاعات للمؤتمرات والمعارض المؤقتة، ما يجعله مركز إشعاع ثقافي وسياحي يربط الماضي بالمستقبل.

إن افتتاح المتحف المصري الكبير لا يمثل مجرد حدث أثري، بل هو إعلان جديد عن مكانة مصر الحضارية وريادتها الثقافية عالميًا، وتجسيد لجهودها في صون تراثها الإنساني العظيم وتقديمه للأجيال القادمة في أبهى صورة تليق بحضارة امتدت لآلاف السنين.