توقعات البورصة المصرية للأسبوع الجاري: تحليلات فنية من خبراء السوق

شهدت البورصة المصرية، خلال تعاملات جلسة امس الأحد 4 مايو 2025 اول جلسات في شهر مايو ، تباينًا في أداء القطاعات المختلفة، حيث ارتفع عدد من القطاعات الرئيسية بينما شهدت قطاعات أخرى تراجعًا ملحوظًا. جاء هذا التباين على خلفية عمليات شراء موسعة من قبل المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار المحلية، فيما مالت تعاملات الأجانب والعرب إلى البيع. وقد شهدت البورصة في هذه الجلسة زيادة ملحوظة في رأس المال السوقي، الذي ارتفع بمقدار 17 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 2.281 تريليون جنيه.

شهد السوق ارتفاعًا جماعيًا للمؤشرات الرئيسية، إذ سجل مؤشر “إيجى إكس 30” ارتفاعًا بنسبة 0.7% ليغلق عند مستوى 32351 نقطة، في حين سجل مؤشر “إيجى إكس 30 محدد الأوزان” ارتفاعًا بنسبة 0.86% ليغلق عند مستوى 40393 نقطة. كما ارتفع مؤشر “إيجى إكس 100 متساوي الأوزان” بنسبة 1.32% ليغلق عند 12974 نقطة، ما يعكس تحسنًا عامًّا في أداء معظم الأسهم المكونة لهذه المؤشرات. وارتفعت أيضًا مؤشرات الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث شهد مؤشر “إيجى إكس 70 متساوي الأوزان” زيادة بنسبة 1.47% ليغلق عند 9527 نقطة. هذا التحسن العام في الأداء يعكس تفاعل المستثمرين الإيجابي مع أداء السوق في ظل الدعم المحلي.

أما في ما يخص القطاعات، فقد شهدت 11 قطاعًا ارتفاعًا ملحوظًا، على رأسها قطاع السياحة والترفيه الذي سجل زيادة بنسبة 10.2%، وهو ما يعكس تحسنًا في الطلب على المنتجات السياحية والخدمات المرتبطة بهذا القطاع. أعقب هذا القطاع قطاع العقارات الذي ارتفع بنسبة 2.2%، وذلك في ظل زيادة الطلب على المشروعات السكنية، خاصة مع توجه الدولة لدعم مشروعات الإسكان وتنفيذ المدن الجديدة. كما حقق قطاع خدمات النقل والشحن زيادة بنسبة 1.9%، ويعزى ذلك إلى تحسن حركة النقل والخدمات اللوجستية المرتبطة بالصادرات والواردات. قطاع المقاولات والإنشاءات الهندسية أيضًا سجل زيادة بنسبة 1.4%، ما يعكس النشاط الكبير في هذا المجال خلال الآونة الأخيرة.

وفيما يتعلق بالقطاعات الأخرى التي شهدت تحسنًا، فقد شهد قطاع الخدمات المالية غير المصرفية والاتصالات والإعلام وتكنولوجيا المعلومات ارتفاعًا بنسبة 1.1%، في حين سجل قطاع الأغذية والمشروبات والتبغ زيادة بنسبة 1%. قطاع الموارد الأساسية أيضًا سجل ارتفاعًا بنسبة 0.9%، تلاه قطاع المنسوجات والسلع المعمرة بنسبة 0.8%. أما قطاع مواد البناء فقد شهد زيادة بنسبة 0.3%، بينما كان قطاع الخدمات والمنتجات الصناعية والسيارات هو الأقل زيادة حيث سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.01%.

في المقابل، تراجعت 4 قطاعات خلال الجلسة، على رأسها قطاع الرعاية الصحية والأدوية الذي شهد انخفاضًا بنسبة 0.7%، وهو ما يعكس الضغوط التي تواجهها بعض الشركات في هذا القطاع نتيجة لارتفاع التكاليف وتراجع الطلب. كما سجل قطاع الخدمات التعليمية تراجعًا بنسبة 0.5%، في حين هبط قطاعا التجارة والموزعين والبنوك بنسبة 0.3%. هذه التراجعات يمكن أن تكون ناتجة عن تراجع في بعض العوامل الاقتصادية الداخلية، وكذلك عن بيع بعض المستثمرين في هذه القطاعات لتحقيق أرباح قصيرة الأجل.

أما بالنسبة للتداولات، فقد بلغت قيمتها نحو 4.1 مليار جنيه، تم تنفيذها عبر 114.2 ألف عملية تداول لعدد 213 شركة مدرجة. وحافظت تعاملات المصريين على النسبة الكبرى من التداولات، حيث استحوذوا على 91.76% من إجمالي التعاملات، بينما استحوذ الأجانب على 1.79% والعرب على 6.45%. من جانب آخر، استحوذت المؤسسات على 19.58% من المعاملات، بينما كانت بقية المعاملات من نصيب الأفراد بنسبة 80.41%.

تشير هذه البيانات إلى استمرار هيمنة المستثمرين المحليين على السوق، في حين أن المؤسسات المالية العربية والأجنبية لا تزال تفضل عمليات البيع، ما يعكس تباينًا في الاتجاهات بين المستثمرين المحليين والأجانب. وعلى الرغم من التباين في حركة القطاعات، فإن السوق بشكل عام حافظ على استقرار نسبي بفضل الدعم المحلي من قبل المؤسسات المالية وصناديق الاستثمار المصرية.

في الختام، تبقى السوق المصرية متأثرة بعدد من العوامل الاقتصادية التي تساهم في توجيه أداء القطاعات المختلفة، بما في ذلك التحسن في بعض الصناعات والخدمات الأساسية مثل السياحة والعقارات، في مقابل الضغوط التي قد تواجهها قطاعات أخرى مثل الرعاية الصحية والخدمات التعليمية. وفي ظل هذه المعطيات، فإن المستثمرين يحتاجون إلى متابعة دائمة للتغيرات في القطاعات والاتجاهات الاقتصادية لتوجيه استثماراتهم بشكل يتماشى مع التغيرات المحتملة في السوق.

فيما يلي آراء تحليلية من خبراء في البورصة وأسواق المال، مع تحليل فني لأداء الأسهم في البورصة المصرية وتوقعاتهم للأسبوع الجاري:

الخبير الأول: محمد حسين، محلل فني في أسواق المال

“فيما يتعلق بالتحليل الفني للبورصة المصرية، فإن الأسواق شهدت بداية جيدة في الأسبوع الجاري، مدعومة بعمليات شراء من المؤسسات المحلية، وهو ما دفع المؤشرات الرئيسية للصعود. على الرغم من أن السوق قد شهد تباينًا في أداء القطاعات، إلا أن البورصة تظل في مرحلة تعافي ملحوظة من حيث السيولة وحجم التداول.

على المدى القصير، أرى أن مؤشر EGX 30 الرئيسي سيكون له القدرة على استعادة مستوى 33,000 نقطة، خاصة مع الدعم الذي يتلقاه من أسهم مثل أسهم القطاع العقاري والبنوك. أما بالنسبة لقطاع السياحة، فهناك احتمالات قوية لتحقيق مزيد من المكاسب في ظل الأجواء الإيجابية التي تشهدها الوجهة السياحية المصرية في الآونة الأخيرة.

ولكن يجب أخذ الحذر من القطاعات التي شهدت تراجعًا في الفترة الأخيرة مثل قطاع الرعاية الصحية والأدوية، والتي قد تحتاج إلى مزيد من الوقت لتقديم إشارات إيجابية. في الوقت ذاته، قد يكون من المجدي متابعة الأسهم الصغيرة والمتوسطة في مؤشر EGX 70، خاصة في حالة استمرار الدعم المؤسسي للأسهم المحلية”.

توقعات الأسبوع الجاري:

من المتوقع أن يواصل السوق الصعود على المدى القصير، خاصة مع تحسن السيولة وزيادة النشاط المؤسسي. ستكون هناك فرص جيدة للاستثمار في القطاعات الرابحة مثل العقارات والخدمات المالية غير المصرفية، بالإضافة إلى متابعة الأسواق العالمية لتأثيراتها المحتملة على الأسهم المحلية.

الخبير الثاني: أحمد علي، استشاري في تحليل أسواق المال

“تشير البيانات الفنية الأخيرة إلى أن السوق المصري مر بموجة من التذبذب بين الصعود والهبوط في الآونة الأخيرة، ولكن نلاحظ أن المؤشرات الفنية تشير إلى تحسن في الاتجاه العام خلال بداية الشهر الجاري. تشير المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة (MA) إلى إشارات إيجابية بالنسبة للمؤشر الرئيسي EGX 30، الذي قد يجد الدعم عند مستوى 32,000 نقطة ويستهدف مستوى 33,500 نقطة على المدى القصير.

فيما يخص القطاعات، فإن قطاع الاتصالات والإعلام ما زال يظهر قوة نسبية، خاصة مع نمو عدد المشتركين في خدمات الإنترنت، بالإضافة إلى أداء إيجابي من قبل شركات الاتصالات. أما بالنسبة لقطاع الأغذية والمشروبات، فقد تظهر بعض الفرص في الشركات الرائدة التي تتمتع بميزانية قوية وتدفقات نقدية مستقرة.

من ناحية أخرى، تراجع بعض القطاعات مثل الرعاية الصحية قد يمثل فرصة للتنويع، حيث يمكن التركيز على الأسهم التي قد تستفيد من استقرار الأوضاع الصحية في البلاد، وهو أمر يعزز من احتمالية استعادة نشاط هذا القطاع في الفترة القادمة. كما أن بعض الأسهم الصغيرة والمتوسطة تظهر إشارات إيجابية في الأفق، مما يجعل من الممكن بناء محفظة متوازنة لفرص النمو في الفترة المقبلة.”

توقعات الأسبوع الجاري:

من المتوقع أن يظل السوق في حالة تذبذب، لكن الاتجاه العام نحو الصعود قد يستمر في ظل تدفقات رأس المال من المؤسسات المحلية. ينصح بمراقبة القطاعات الرابحة مثل الاتصالات والعقارات، مع الاستفادة من أي فرص قد تظهر في الأسهم الصغيرة والمتوسطة في EGX 70، التي قد تحقق مكاسب جيدة إذا استمر الدعم المؤسسي.