تسلمت مصر، مُمثلة في الجهاز المركزي للمحاسبات، اليوم، رئاسة المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة “الإنتوساي” لثلاث سنوات قادمة، وذلك خلال انطلاق أعمال الإنكوساي 25 المنعقد بمدينة شرم الشيخ، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتشريف دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وبحضور عدد من السادة الوزراء وكبار المسؤولين، ومشاركة واسعة لرؤساء وممثلي الأجهزة العليا للرقابة من مختلف دول العالم، فضلًا عن المنظمات الإقليمية والهيئات الدولية المعنية بالرقابة والمراجعة العامة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية مراسم تسلّم مصر رئاسة الإنتوساي خلفًا لدولة البرازيل، حيث ألقى المستشار محمد الفيصل يوسف، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، كلمة بهذه المناسبة، إلى نص الكلمة:
دولة السيد الدكتور/ مصطفى مدبولي؛ رئيس مجلس الوزراء
أصحاب المعالي السادة الوزراء بحكومة جمهورية مصر العربية
معالي الوزير/ فيتال دي ريجو، رئيس محكمة الحسابات الفيدرالية البرازيلية، رئيس منظمة الإنتوساي
معالي الدكتورة/ مارجيت كراكر، رئيس محكمة المراجعة بجمهورية النمسا الاتحادية، الأمين العام للإنتوساي
أصحاب المعالي والسعادة/ رؤساء الأجهزة العليا للرقابة ورؤساء الوفود
السيدات والسادة ممثلي المنظمات الدولية
ضيوف مصر الأعزاء:
من رحاب مدينة السلام، ومن ملتقى ماضٍ عريق بحاضرٍ زاخر بالإنجازات ومستقبلٍ مشرق واعد، يشرفني أن أرحب بدولة رئيس الوزراء الدكتور/ مصطفى مدبولي، وأن أعربَ لسيادته باسمي، وباسم المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية، عن جزيل الشكر والعرفان لتفضله بتشريف هذا الحفل وبحضوره الكريم، ويشرفني أن أعرب باسمي وباسم المنظمة الدولية للرقابة المالية (الانتوساي) عن خالص الشكر والعرفان لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الذي شمل اعمال هذا المؤتمر برعايته الكريمة، وأولى جهازنا الرقابي كريم عنايته وكفل له الاستقلال والتمكين وأيده بدعم غير محدود إيمانا بدوره الرقابي المعزز للحكم الرشيدة كركيزة أساسية لبناء الجمهورية الجديدة.
كما أرحب بكم جميعاً، رؤساء وممثلي الأجهزة العليا للرقابة المالية، أعضاء منظمة الإنتوساي وممثلي المنظمات والمؤسسات المالية الدولية، في هذا المحفل الرقابي الجامع، المؤتلفِ على أرض مصر، التي بشرت ومنذ فجر التاريخ بقيم العدالة والحق والنظام، والتي تحتضن اليوم هذا الجمع الكريم تحت شعار “ماعت” الرمز الخالد للعدالة والحق والاتزان الكوني، منذ عهد المصريين القدماء وإلى يومهم هذا، حيث يتجسد الشعار واقعاً حياً متجاوزاً الرمزية إلى قيم معيشة، يتشكل من جماعها جوهر رسالتنا الرقابية المعاصرة. ويرتسم على هديها أداء الأجهزة والهيئات الرقابية وجهات إنفاذ القانون في مصر، وفي زمرتها الجهاز المركزي للمحاسبات مُضيفكم اليوم.
ومن عهد تأسيسه، ولنحو ما يزيد عن ثمانية عقود، يفي الجهاز بعبء الرسالة الرقابية الملقاة على عاتقه،
كأحد الأعمدة الرئيسية لمنظومة الحوكمة بالدولة، وكأداة رصينة لصون المال العام وحماية وتعظيم الثروة القومية، ملتزماً الاستقلالية والحيدة، ومكرساً النزاهة والشفافية، في إطار من المهنية والكفاءة. وبات يمتلك اليوم إرثاً متراكماً من الخبرة الفنية لم يتوقف يوماً عن تطويره، وفق أدوات ومنهجيات حديثة، مستنداً إلى المعرفة والنظم التقنية والتكامل المؤسسي، ومواكباً التطورات العالمية التي وضعت استخدامات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي كمسارات حتمية إلى المستقبل، كما بات يحظى بثقة الدولة وقيادتها السياسية وحكومتها وسائر مؤسساتها، التي هيأت له كل السبل لأداء مهامه الرقابية على الوجه الأكمل وأحاطته بكافة ضمانات الاستقلال على مستوى المبدأ الدستوري والتنظيم التشريعي والممارسة العملية.
وفي إطار انفتاحه على مجتمع الرقابة العالمي، تأثيراً وتأثراً، استلهاماً للتجارب ومداً لجسور التعاون، ينخرط الجهاز المركزي للمحاسبات في أنشطة منظمة الإنتوساي بفاعلية كبيرة، مؤمناً برسالتها المهنية منذ تأسيسها عام 1953 وإلى أن صارت اليوم بيت الخبرة المشترك لنحو ما يزيد عن مائة وخمس وتسعين جهازاً أعلى للرقابة المالية، لتجسد بهذه المكانة: المرجعية العالمية للمراجعة العامة.
ولعقود طويلة، شهد المجتمع الدولي خلالها منعطفات دقيقة وتحولات كبرى، ظلت الإنتوساي هي الصوت العالمي لمؤسسات الرقابة العامة، الأمين على مبادئها والمُعزز لمهنيتها، وكنافذة للحوار فيما بينها لتبادل المعرفة واستلهام التجارب والخبرات، تؤطر التوجيهات المهنية عبر معايير دولية محكمة، وأدلة عمل وإرشادات فنية شاملة، وترعى غايات المراجعة العامة وقيمها الأخلاقية المرتكزة على الاستقلالية والحيدة والنزاهة والمساءلة وسيادة القانون، وبقيت حداثية على الدوام، تواكب التحولات العالمية، الاقتصادية والاجتماعية، تدعم الابتكار وتُحدث المعايير وتطور أدوات المراجعة، وتستشرف بنهج علمي آفاق المستقبل وتحدياته.
واليوم وإذ تستضيف جمهورية مصر العربية الجمعية العامة للإنتوساي، لتشرف برئاستها خلال السنوات الثلاث القادمة، فإن الجهاز المركزي للمحاسبات، يؤكد التزامه برسالتها، ومواصلة مسيرتها في خدمة أهداف المراجعة العامة والحوكمة المالية والإدارية على المستوى العالمي، دعماً لاستدامة التنمية وتعزيزاً للنمو الاقتصادي، ورفعاً لكفاءة الأداء العام، يؤكد التزامه هذا مع إدراكه العميق لأوضاع الاقتصاد العالمي الراهنة، ولمقتضيات اللحظة الحاضرة في المسار التاريخي للعمل الرقابي، فمع تسارع التطور التكنولوجي تتعاظم الفرص وتتعاظم أيضاً التحديات، وتتجاوز أجهزة الرقابة مفهوم “التدقيق في الفعل” إلى “الاستشراف لمتخذ القرار” وتغدو أداة للوقاية بقدر ما هي وسيلة للكشف، وتصبح بذلك شريكاً أساسياً في صناعة القرار العام ومرتكزاً رئيساً للإصلاح والتوازن المؤسسي. ومع تشابك الأزمات الاقتصادية والتحديات المالية تتضاعف مسئولية أجهزة الرقابة عن تدقيق إدارة الموارد العامة وحماية الاستقرار النقدي والمالي.
وفي سياق ذلك كله، تفتح تطبيقات الذكاء الاصطناعي آفاقاً هائلة في تحليل ومعالجة البيانات الضخمة والتنبوء بالمخاطر ورصد المؤشرات.
ولسوف تشهد جمعيتنا العامة نقاشات ثرية في هذا الإطار على محورين، أولهما يتصل بدور الأجهزة العليا للرقابة في مراجعة البنوك المركزية والأنشطة الحكومية خلال الأزمات المالية والاقتصادية، وثانيهما يتصل باستخدام الذكاء الاصطناعي في أعمال المراجعة، علاوة على نقاشات حيوية سيشارك فيها خبراء من خارج مجتمع الإنتوساي، تتمحور حول سبل توظيف التقنيات الحديثة في تعزيز النزاهة، وبناء أنظمة أكثر قدرة على كشف الاحتيال بما يعزز في ذات السياق أيضاً جهود مكافحة الفساد وغسل الأموال.
نتطلع جميعاً إلى هذا الحوار البناء، هنا من مدينة السلام ومنصة الحوار الدولي، من شرم الشيخ، مع شركائنا
في الطريق نحو بناء عالم أكثر شفافية وعدلاً واستدامة.
مجدداً : أرحب بدولة الدكتور رئيس الوزراء / مصطفى مدبولي، شاكرا لسيادته ما يمكنه من اعزاز وتقدير لجهازنا الرقابي، وارفع باسمي وباسم منظمة الانتوساي باسمى آيات الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية .. وشكرا جزيلا
يقدّم تمويل | Tamwiel تغطية اقتصادية شاملة ومحدثة على مدار الساعة، تشمل أحدث اخبار وتحليلات اقتصاد محلي وعالمي. نتابع تطورات بنوك وتأمين وحركة بورصة و اسواق المال، مع تقارير متخصصة حول بترول وطاقة وتأثيرها في الاقتصاد. كما نغطي مستجدات تعليم و تكنولوجيا و رياضة من منظور اقتصادي، إلى جانب متابعة دقيقة لقطاعات زراعة، سياحة وطيران، سيارات، صناعة، و عقارات. لمحبي التفاعل البصري، نقدم محتوى مميزًا في فيديوهات و إنفوجراف، بالإضافة إلى مقالات خفيفة في منوعات. تابع تمويل لتبقى على اطلاع دائم بأحدث أخبار المال والأعمال.
